'#AnthonyRahayel . مقابلة مع د. بلال عبد الهادي: \"النكهات والمعرفة\" ، الطعام والفن في الجامعة اللبنانية . الجامعة اللبنانية - كلية الآداب - الفرع الثالث Tripoli, Lebanon +961 6 386 262 https://goo.gl/maps/VRe8Q9GV7iTVgRbt7 . بين الكلام والطعام علاقة ودّ وقربى. كثيرون يستغربون حين يرونني أنظر إلى الكلام من باب الطعام، أو النظر إلى الطعام من باب الكلام. ولكن لحسن حظّي اللغويّ حجّتي معي، ألا نقول \" آداب الطعام\"؟ ألا نقول \"مأدبة\" وهي كلمة لها علاقة لغويّة حميمة مع كلمة \"أدب\"؟ والطيبة تجمع أيضاً كما الفم بين هذين العالمين : عالم اللغة والكلام وعالم الطعام، فنقول \" اللقمة الطيبة\" و\"الكلمة الطيبة\". من حرم كلية الآداب في الجامعة اللبنانيّة الفرع الثالث كان هذا اللقاء حول اللغة وتشعّباتها الغذائيّة . . مآكل لغوية لا أرى كبيرَ فرقٍ بين الكلام والطّعام. شاءت مصادفات الحياة الجميلة أن أقضي حياتي بين هذين العالمين، بل إنني لا أجد فرقاً، أيضاً، بين تركيب الكلام وتركيب الطعام. وأكثر ما يثير استهجاني أولئك الذين يضحكون على كتب الطبخ. فثمة نصوص عن الطبخ من أروع النصوص الثقافية والحضارية. هل يمكن، على سبيل المثال، أن تعرف حضارة اليابان إذا لم تطّلع بعمق على ثقافة الشاي؟ وهل يمكن أن نعرف دلالات \"الساموراي\" إذا لم نقرأ \"كتاب الشاي\" للفارس الياباني النبيل أوكاكــورا كاكوزو؟ وقع تحت نظري، ذات يوم، خبر طريف عن امبراطور صيني قديم كان يرفض تعيين وزير يدير شؤون المملكة إن لم يكن طبّاخاً ماهراً، وليس السبب \"شراهة\" الامبراطور! استغرب البعض حكاية هذا الامبراطور \"المجنون\"، لكن حين شرحت خلفية سلوكه زاغت منهم العيون والأسماع، ووجدوا أنّ كلامه لا يخلو من بعض الوجاهة! ألا يحتاج الطبخ إلى مهارة في تركيب مكوّنات الوجبة والتوليف بين مذاقاتها المتناقضة أحياناً؟ وعليه ألا يحتاج الحاكم إلى موهبة الطبّاخ في توليف تناقضات/ مذاقات المجتمع؟ بل ألم يقل أحد نحاة العرب القدامى: \"إنّ النحو في الكلام كالملح في الطعام\"، بمعنى أنّ حسن استخدام النحو لا يختلف عن حسن استخدام الملح، وإلاّ فسدت \"طبخة\" النصّ. حين يستغرب البعض جمعي بين الكلام والطعام أحيله إلى ما تتفوّه به اللغة نفسها، أقول له: \"لا تسألني وإنما اسأل اللغة العربية نفسها التي أخرجت من رحم واحد \"الأدب\" و\"المأدبة\" إذ يحضنهما معاً جذر ثلاثيّ واحد \"أ - د- ب.\"، ثم أُردف: \" اعترضْ على سلوك اللغة العربية وليس على سلوكي\". أضيف، أخيراً، استشهاداً ورد على لسان الخليفة عمر بن عبد العريز الذي ربط بين آثار اللحن اللغوي وآثار الطعام (واللسان، بالمناسبة، قاسم مشترك بين الكلام والطعام!) نحن نعرف أنّ المرء قد تضرس أسنانه من أكل شيء حامضٍ أمّا أن تضرس أسنانه من السّماع فهذا أمر لا يمكن أن يشعر به إلاّ من هو من طراز عمر بن عبد العزيز، إذ قال:\" أكاد أضرس إذا سمعت اللحن\". ما قلته ليس إلاّ تمهيداً لأمر آخر، هو علاقة المآكل بأسمائها، وكيف تؤثر اللغة في سلوك الحضارات الغذائي؟ أريد من كلامي الوصول الى أنّ الانسان يختار طعامه، أحيانا، بناء لمكوّنات اسمه الصوتيّة وليس بناء لمكوّناته الغذائية. سوف أستعين لتوضيح ذلك ببعض الأمثلة، وهي من اللغتين العربية والصينية. يمكن، طبعاً، اللجوء إلى روافد من لغات أخرى لاستلال أمثال تصبّ كلّها في مجرى واحد. في تراثنا العربيّ كتاب، من أظرف الكتب، والظرف لا يأتيه من اسمه فقط وإنّما، أيضاً، من محتواه، وهو\" الظّرف والظرفاء\" لأبي الطيّب الوشّاء من أدباء القرن الثالث الهجريّ، والكتاب صورة حية عن فترة زاهية وزاهرة من تاريخ العرب، يعالج فيه، من جملة أشياء كثيرة وطريفة، علاقة الناس مع أسماء المآكل وأسباب هذه العلاقات ومنها: التفاؤل والتشاؤم، الخوف والأمل. قد يقول قائل: ما علاقة الأكل بالمشاعر والأحاسيس؟ أقول له: \"فتّش عن اللغة!\" ولنضرب هذا المثال: العرب لا يحبّون السفرجل ليس لأنْ \"كلّ لقمة بغصّة\"! وإنّما بسبب التسمية ليس أكثر، هناك أناس يعيشون أو يموتون ضحايا لأسمائهم، وهناك فواكه ومآكل تموت أو تعيش سيئةَ السمعة بسبب ما يتضمنّه اسمها، وليس مكوّناتها، من فيتامينات ضارّة بالصحّة، أو، في الأقل، ينظر إليها بعين الريبة فقط لأنّ اسمها مشبوه الدلالات. وبالعودة إلى السفرجل، ثمّة كثيرون لا تدنو شفاههم من السفرجل، وأستعين بلسان أحد الشعراء القدامى لتفسير حذر الشفاه: أهدتْ إليه سفرجلاً فتطيّرا منه، وظلّ متيّماً مستعبرا خاف الفراق لأنّ أوّل اسمه سَفَرٌ، فحُقّ له أنّ يتطيّرا نلحظ، بحسب ما يقول الشاعر، أنّ السفرجل ضحيّة لشطر من اسمه وليس لكلّ اسمه. ويمكن للمرء أنّ يستعين بأخبار ابن الروميّ المتطيّر ليرى سلطان الأسماء على المآكل والأشياء. أمّا اللغة الصينيّة فلا تفوقها أيّ لغة أخرى فيما يعرف بـالـ\"جناس\"، بحيث إنّ أمهر اللغويين الصينيين تقف أصابعهم وأذهانهم حائرة أمام تصّور مقطع مفرد، لأنّ للمقطع الواحد، أحياناً، أكثر من ستين طريقة في الكتابة. ونحن نعرف أنّ الجناس نوعان: صوتيّ وخطيّ، ونعرف كيف أنّ الممثلين الهزليين يستخدمون الجناس وسيلة لَعِبٍ ونطٍّ على حبال الكلام لإثارة البلبة الدلاليّة أو التعدّد الدلاليّ بغية توليد الضحكة عبر الكنايات ذات الغايات الماكرة!'
Tags: how to eat , happiness , hummus , lebanon , lebanese university , لبنان , art of food , nogarlicnoonions , food discoveries , anthony rahayel , lebanon news , Food Fun , middle east food , Live Broadcast , things to do in lebanon , exploring food , Traditional Eats , Authentic Living , video in arabic , انطوني رحيل , Heores of Lebanon , Old Lebanon , News from Lebanon , villages of lebanon , breakfast in lebanon , dr Bilal abdulhadi , آداب الطعام , بين الكلام والطعام , food literature
See also:
comments